حين يزورنا الوطن في الغربة

فجأة أتى لبنان الينا في كندا..

وجدناه بيننا يحمل العلم ويبتسم..

رأيناه في وجوه الاطفال وفي صراخ الشباب وحماس الصبايا ودمعة الاجيال الاولى..

عاد ليوقظ شعورا داخلنا ، ظننا اننا فقدناه منذ سنوات..

عاد ليبعث الوطن فينا ويقول له: ما زلت هنا..لم تختف بعد في ضباب الغربة..

جاءنا ليبدد احباطنا وقهرنا وشعورنا بالعجز،

جاء ليضمنا اليه في غربتنا،

ليذكرنا ان رائحة الارض التي تركنا، ما زالت عالقة في حقائبنا وفي ذاكرتنا وفي ثنايا العلم الذي راح يرفرف بيننا...

اطل لبنان برأسه بين الشعارات والاغاني ،

رشيقا كأنه استعاد شبابه بعد عجز،

فنزل الى الحلبة يرقص الدبكة مع الشبان

وغمز لكندا ، الصبية الحلوة المهذبة، وخدش حياءها ببعض العبارات اللبنانية،

وذكرها بالمجدرة والمكدوس وأطباق التيتا،

فأضحكتا وابكانا،

وأعاد لنا صورا من لبناننا الذي افتقدناه واشتقنا اليه...

لم يخطر ببالنا يوما أن للمظاهرات طعما حلوا،

لم نكن نعلم أن الثورات يمكن ان تأخد شكل الاحتفالات..

ولكن لبنان مختلف دائما في كل شيء، حتى في ثورته...

لعله شعر بأن غضب ابنائه داخل الوطن فاق قدرتهم على الاحتمال ،

او لعله خجل من قهر ابنائه في الغربة وهم يودعون اهلهم على امل العودة ولكنهم يعودون فلا يجدون من انتظرهم، ليعيشوا ما تبقى من العمر ما بين الشعور بالحزن او الشعور بالذنب...

اليوم احتفلنا بعودة الوطن الينا وعودتنا اليه،

اليوم احيينا احلامنا من جديد.. فربّما ... ربّما لم ينقطع الامل بعد..

لعلّنا نستحق وطنا يحيا فينا... وبنا...

Previous
Previous

ريّان..

Next
Next

وطن يلفظ أنفاسه الاخيرة