ريّان..
من يبحث عن أبطال في الوطن العربي،
ليس له إلّا أن يلتفت اليوم نحو المغرب،
حيث الرجال الرجال،
الذين حفروا الصخر بأيديهم،
ووصلوا الليل بالنهار،
حتى لا يبقى طفل من أطفالهم
عالقًا داخل البئر!!
درس لنا جميعًا،
وللابطال الوهميين الكثر خصوصًا،
في الشهامة والبطولة الحقيقية!
ويا ريّان،
لقد سقطنا جميعًا معك في البئر،
سقوط ذكّرنا كم نحن صغار أمام القدر!
وفي العتمة التي احاطت بك،
تلمّسنا نحن طريقنا، رغمًا عنا،
وخرجنا من حفرنا الضيقة
على مساحة هذا العالم الفاقد للمشاعر!
لقد رحلت طفلا يا رّيان،
دون أن يتسنى لك رؤية هذا العالم!
اعلم فقط ان العالم كلّه
يبكيك هذه الليلة!
لعلّ في حياتك القصيرة عبرة،
وفي رحيلك المفجع درس،
لكل من يرفض أن يسمع
أنين كل طفل من اطفالنا
داخل الحفر وخارجها!
عسى أن يتذكّر كل من باع ضميره،
أن موت الأطفال موجع للانسانية
في كل مكان!
تودّعك اليوم يا ريّان
ملايين العيون الباكية،
وأنت تخرج من ظلمة البئر
الى نور الجنّة…
فسلام لك حيث أنت،
وسلام للانسانية التي تجلّت
فيك ومعك و لأجلك،
لعلّها تصير هي القاعدة،
بعد أن تعوّدت أن تكون بيننا،
هي الاستثناء…
نادين…