بيروت
..و نقف مثلك مذهولين امام هول الكارثة ..
…لقد تغير وجه بلادنا، وتناثر فيها كل شيء.
الحياة والموت
واليأس والامل
والقهر ...والصفاقة...
انّه عصر الاجرام الوقح
ودولة اللا خجل ...
فجور لايستحي،
يسقط اوراق التوت كلها، ليتزاوج ويتناسل،
يحتلّ القصور، ويدوس على النِعم،
يتبوأ المناصب، يحدّد المصائر ويعقد الصفقات،
ثمّ يوقّع العقود بدماء الابرياء،
ويخرج على الضحايا ليحاضر فيهم بالعفّة!
اتذكر أمة الويلات يا جبران؟
حتى الويلات في بلادنا لها طعم آخر...
ويلات الفقر والامراض والحروب،
وويلات الطمع والاذلال والاستخفاف بالارواح
وويلات تفجير الناس بآلاف الاطنان..
ولكن الويل الاكبر يكمن في فقدان البصر والبصيرة
في وطن يُراد تفصيله على مقاسات الاقزام..
الويل اليوم لأمة مقهورة
باتت تنتظر الموت حتى في اسرّتها..
والويل لأمة قادتها من الجبناء الخانعين
وابطالها مفقودون ، او على لوائح الضحايا..
والويل لأمة شبابها تحت التراب
وشيبها غارقون في احصاء المغانم،
والويل لأمة يستبسل فيها الجائعون
ولا يموت فيها اللصوص من التخمة..
الويل لأمّة تحتضر فيها الحكمة
و يستفحل فيها جنون العظمة
حتى ولو على جثث الابرياء...
والويل، كل الويل يا جبران،
لأمّة يُقتل فيها الاطفال،
ليعيش طغاة العالم، وينتصروا...